ميدفيديف قال إن قرار إدارة أوباما يوفر أرضية لمواصلة الحوار (الفرنسية-أرشيف) |
وكان جان فيشر رئيس وزراء التشيك -حيث كان يفترض نصب رادار قوي- أول من أشار إلى التراجع الأميركي، لكنه قال إن أوباما أبلغه هاتفيا الأربعاء ليلا أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون الإستراتيجي مع بلاده.
أما دونالد تاسك رئيس وزراء بولندا -حيث كان يفترض نشر منظومة صواريخ- فقال إن أوباما أبلغه صباح الخميس أن الخطة الجديدة توفر "فرصة لتحسين الدفاع الأوروبي تأخذ في الحسبان بولندا بصورة خاصة".
نظام جديد
وحسب غيتس، فإن الأمر لا يتعلق بإلغاء الدفاع الصاروخي عن أوروبا، فهناك نظام حماية جديد يشمل في جزئه الأول نشر سفن تحمل صواريخ أرض/جو تجوب بحر الشمال والمتوسط، وفي جزئه الثاني صواريخ أرض/جو معدلة، لن تجهز قبل 2015، ولم يعرف أين ستنصب.
غيتس قال إن أحد الأشياء التي حركت القرار هو مراجعة لقدرات إيران العسكرية (الفرنسية) |
لا صفقة
وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه باتت هناك الآن أرضية لمواصلة الحوار بفضل قرارٍ جاء قبل أيام من لقاء له متوقع مع أوباما في نيويورك.
ونفت روسيا تقارير قالت إن نشر الدرع ألغي بموجب صفقة سرية تقبل بموجبها التشدد مع إيران، فـ"هذا لا يتماشى مع سياساتنا ومقارباتنا لإيجاد حلول للأزمات"، حسب ناطق باسم خارجيتها.
وجدد وزير خارجيتها سيرغي لافروف الأربعاء معارضة بلاده عقوبات جديدة على إيران لأنها تدمر -حسبه- كل أمل في حل الأزمة النووية بالحوار.
وقالت روسيا سابقا مرارا إن الدرع، الذي ظل في مرحلة جنينية، يستهدف أمنها القومي وهددت بنشر صواريخ إسكندر في جيب كاليننغراد الغربي.
ترحيب أوروبي
وقال الأمين العام للحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن إن القرار خطوة إيجابية وإن الحلف يتوقع تعاونا في وضع خطط الدفاع الصاروخي الجديدة.
وحسب ناطق باسم الحلف فإن الخطة الجديدة ستبحث في لقاء لوزراء دفاع الناتو في براتيسلافا السلوفاكية بعد خمسة أسابيع.
كذلك رحب بالقرار رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون متحدثا من بروكسل، ووصفته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من المدينة ذاتها بأنه "إشارة أمل".
قلة بصيرة
ووصفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي القرار بأنه "بارع" لكن زعماء جمهوريين اعتبروه مضرا بالأمن القومي الأميركي وتنازلا لروسيا وتخليا عن حلفاء شرق أوروبا، من حيث أعلن أوباما نفسه أبريل/نيسان الماضي تمسكه بالدرع "ما دام هناك خطر إيراني".
وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل إن القرار "ينم عن قلة بصيرة"، وهو تنكر لحلفاء واشنطن في "محاربة الإرهاب".
كلاوس: القرار لم يكن مفاجئا لمن تابعوا إشارات الأشهر الأخيرة (الفرنسية-أرشيف) |
الالتزام الأميركي
وتنظر دول عديدة من شرق أوروبا وحوض البلطيق إلى الدرع على أنه التزام أميركي بالدفاع عنها في وجه ما تراه توسعا روسيا.
وجاء التراجع عن الدرع في لحظة رمزية بالغة في بولندا التي تحيي الذكرى الـ70 لاجتياح القوات السوفياتية الجزء الشرقي منها أسبوعين بعد الاجتياح الألماني للجزء الغربي.
لكن القرار الأميركي حسب الرئيس التشيكي فاكلاف كلاوس "لم يكن مفاجئا لمن تابعوا عن كثب إشارات الأشهر الأخيرة".